اعلم تماما أن هناك من يحب شيكابالا كابتن فريق الزمالك مثلى وأكثر منى مثلما اعلم أن هناك من يكره سيرة شيكابالا ويحاول بشتى الطرق والكبارى التقليل من قيمته والتشكيك فى إنجازاته، كلاعب اجمع كل المنصفين عشاق كرة القدم أنه لاعب فذ أسوانى مصراوي بنكهة عالمية، ولمحبى شيكا بالا أسبابهم، ولكارهى شيكابالا أسبابهم، والتى لن أخوض فيها، لأن معظمها إن لم يكن كلها مبعثها التعصب الذى يعمى القلوب والأبصار، عن نفسى ابتهج عندما أري شيكابالا فى الملعب وأتابع بشغف ما يمكن تسميته بتصرفاته الكروية التى تدل على أنه من أبرز خريجى مدرسة الفن والهندسة، تمريراته الساحرة هدايا لزملائه، احبس انفاسى عندما يقترب من خط الـ١٨ ويداعب الكرة ويراوغ ثم يطلق قذيفة بقدمه اليسري تسكن الشباك بسرعة ودقة عالية مثل الصاروخ الفرط صوتى.. ولا أبالغ أننى وانا اتابع شيكابالا على أرضية الملعب استمتع كما لو كنت اسمع اغنية لثومة أو العندليب، وكما لو كنت أستمتع بقراءة واحدة من روايات نجيب محفوظ أو قصص دكتور يوسف ادريس أو صنع الله ابراهيم، وكما لو كنت اقرأ قصيدة لاحمد رامى أو بيرم التونسى.
وشيكا بالا لاعب يؤمن بالديمقراطية والتداول السلمى لشارة الكابتن فهو قد أعلن من قبل فى لقاء تليفزيونى أنه يريد أن يسلم الراية لزيزو وأنه حزين لأن زيزو لم يعد فى الزمالك، شيكا بالا رغم أننى سأفتقد كثيرا تصرفاته الكروية الا أننى احييه من كل قلبى على اتخاذه القرار بالاعتزال ومغادرة الملاعب كلاعب، وتسليم شارة الكابتن لمن يختاره نادى الزمالك، شيكا بالا قرر أن يقول كفاية والسلام عليكم والجماهير تهتف له، شيكابالا لم يتمسك بالاستمرار بحجة أنه يخشى على الزمالك من بعده، فهو يعلم جيدا أن الزمالك بقى واستمر رغم اعتزال الكثير من نجومه عبر التاريخ مثل سمير قطب وحمادة وحازم أمام وحسن شحاته وفاروق جعفر وطه بصري وأحمد عبدالحليم وجمال عبدالحميد وجمال حمزة وعبد الحليم على، وشيكابالا يعلم أن الزمالك مدرسة الفن والهندسة قادر على تفريخ لاعبين يشار لهم بالبنان، شيكابالا قدم الكثير للزمالك وللكرة المصرية لذا اتمنى ان تكون مباراة اعتزاله بحجم موهبته ومسيرته وان يلقى ما يستحقه من تكريم وتقدير، وان تكون مباراة اعتزاله عنوانا للروح الرياضية ورقى الجماهير الواعية، وأدعو الله أن يوفقه فى خطواته القادمة بقدر ما امتعنا وبقدر ما أسعدنا وبقدر ما جعلنا نقول من اعماق قلوبنا الله الله الله.
-----------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج